فلسطين المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: "منصور عباس براغماتي حد الاندماج والتأسرل" و"قد يستطيع أن ينهي بذلك عنصرية إسرائيل" و"هو لا يظهر مواقف مبدئية من ما يجري في القدس والضفة المحتلة وقطاع غزة.. اخترق جدار الإجحاف.. تعامل بواقعية وتخلى عن التيار الوطني والإسلامي المتضامن مع القضية الفلسطينية". هذه مقتطفات من مقالات نشرها موقع حفريات الإماراتي على مدار الأشهر الأخيرة، وكغيره من المواقع الإماراتية، يحاول مباركة كل خطوة يخطوها الرجل المثير للشبهة بسلوكه السياسي المنسجم مع توجهات المستوطنين.
وفي الوقت الذي تشن فيه المواقع الإماراتية هجوما حادا على الشعب الفلسطيني ومقاومته، عبر مواقعها التي انخرطت في الدعاية الإسرائيلية، تعطي مساحة واسعة للترويج لعضو الكنيست عباس. لكنها وللمفارقة، تستخدمه أحيانا لانتقاد الإخوان المسلمين، ووصفته بـالانتهازي في شهر أبريل الماضي، مدعية أنه ينتمي للحركة، ثم تعود وتنفي عنه هذا الأمر، وتستعرض ما يقوم به على أنه "الحكيم" في مقالات أخرى من بينها "الإسلاميون.. هل يخترقون عنصرية إسرائيل؟".
يتفق عباس والإمارات في قضايا جوهرية، من بينها النظرة لمدينة القدس المحتلة. يؤمن الطرفان أن الصلاة بالمقدسات يجب أن تشمل الجميع في المدينة، يوضح عباس ذلك في خطبة مثيرة للجدل بالخصوص، بينما تطرح الإمارات ذلك في الديانة الإبراهيمية التي اخترعتها من أجل تهويد القدس. كما أن الطرفين يسعيان إلى تهميش القضية الفلسطينية على أساس سياسي وقيمي، طرحت الإمارات وعرضت على الفلسطينيين سلاما اقتصاديا مع "إسرائيل" مقابل التخلي عن القضايا المركزية، بينما يرى هو الآخر أن جوهر المطالب لفلسطينيي 48 يجب أن يكون تنمويا اقتصاديا ليس له أي بعد قومي أو وطني. علاوة على ذلك، يعتبر الطرفان أن اليمين الإسرائيلي حليفهما الأهم في التركيبة السياسية الإسرائيلية الداخلية.
وحول ذلك يقول عضو مكتب السياسي لحركة أبناء البلد لؤي الخطيب لـ"شبكة قُدس"، إن شبهات تثار حول منصور عباس بأنه يحمل مشاريع إقليمية خاصة في ضوء نشاطاته السياسية الأخيرة التي تلت معركة سيف القدس، فالرجل يتصرف أحيانا على عكس رغبة حركته ويتجاوز الخطوط الحمراء، وخلال هبة فلسطينيي 48 صدر عنه خطاب قريب من الخط الإماراتي عندما تحدث عن أهمية إعادة تأهيل المدارس الدينية التابعة للمستوطنين في المدن وهو خطاب ينسجم مع "الديانة الإبراهيمية" التي تروج لها الإمارات التي تحاول تكريس التعاليم الصهيونية الدينية كفكر ديني يجب القبول به والحفاظ على ممتلكاته وتياراته.
وأضاف: هناك اجتماع للجنة المتابعة العربية في فلسطين 48، وسيتخذ فيه قرار بفصل منصور عباس بصفته "شخص يحمل أجندات صهيونية ويلتقي فكريا وسياسيا مع المستوطنين"، فمثلا يتشارك في الحكومة الأخيرة مع زعيم حزب "يمينا" نفتالي بينيت الذي صرح في أكثر من مناسبة أنه قتل الكثير من الفلسطينيين ولا مشكلة لديه في ذلك، والذي يدعو أيضا لإعدام الأسرى الفلسطينيين وتشديد الحصار على غزة وتطبيق الضم في الضفة الغربية ومنع إقامة دولة فلسطينية نهائيا.
ويرى الكاتب والمختص في شؤون فلسطينيي 48 ساهر غزاوي في مقابلة مع "شبكة قُدس"، أن منصور عباس عبارة عن مشروع لتشويه الحركة الإسلامية والإسلاميين، وهناك شبهات تدور حول تلقيه دعما من الإمارات خاصة وأن سلوكه السياسي يتقاطع مع الأهداف والرؤية الإماراتية بخصوص القضية الفلسطينية، وهو تخطى كل الخطوط الحمراء والقضايا التي عليها إجماع بين التيارات السياسية في فلسطين المحتلة 48، فهو اليوم أحد حلفاء المستوطنين والتيارات القومية الدينية الصهيونية، وهذا التيار الأكثر تشددا تجاه الفلسطينيين ويدعو لقتلهم وتهجيرهم.
وأضاف غزاوي، أن عباس يرى بضرورة تغيير النظرة تجاه "المؤسسة الإسرائيلية" و"الجمهور الإسرائيلي" ولا مشكلة لديه بالتحالف مع التيارات الصهيونية، ولا مسلمات لديه في نهجه السياسي، وتحت ذريعة "خدمة المجتمع العربي بالداخل" مستعد لتجاوز الثابت والمجمع عليه والقواسم المشتركة، وهو من الذين يدعون لعزل فلسطينيي 48 عن قضايا الضفة الغربية وقطاع غزة أو القدس، ومن هذا المنطلق يسعى لدمج فلسطينيي 48 في الجو العام الإسرائيلي للعيش بتوافق تام مع الإسرائيليين.
وتدور شبهات حول تورط عباس في المباحثات بين "إسرائيل" والمغرب قبل إجراء اتفاقيات التطبيع بين الطرفين في ديسمبر 2020 وذلك بإيعاز من الإمارات ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وفق ما أشارت مصادر من فلسطينيي 48 لــ"شبكة قُدس"، موضحة أنه التقى بممثلين عن حزب العدالة والتنمية المغربي من أجل إقناعهم بجدوى التطبيع وضرورته.